الحمد لله الذي علم بالقلم ، علم الإنسان ما لم يعلم ، والصلاة والسلام الأكملان التامان على أفصح من نطق بالضاد وأفضل من أوتي فصل الخطاب وجوامع الكلم ، سيدنا ومولانا وإمامنا وقدوتنا وقائدنا وقرة أعيننا محمد بن عبدالله صاحب المقام المحمود والحوض المورود والجاه الأعظم ، وعلى آله الأطهار وصحبه الأبرار ومن اهتدى بهديه واستن بسنته إلى يوم الدين.
أما بعد :
فباسم الله الفتاح العليم ، وعلى بركة الله وحسن عونه وتوفيقه ، أفتتح موقعي هذا على "الإنترنت" الذي آمل أن يكون نافذة يطل من خلالها مرتادو الموقع على بعض ما سطره قلمي في مراحل عمري ، وبابا ينفذون منه إلى شيء مما من به علي من علم ومعرفة وأدب ، ومجالا يجدون فيه بحول الله ما ينفعهم في دنياهم وآخرتهم ، وما يفقههم في دينهم ويعمق فهمهم لإسلامهم ، وما يثري ثقافتهم العامة بالمفيد الذي يوسع آفاق تفكيرهم ، والصالح الذي يرفع مستواهم ويحسن أحوالهم ، وما يساعدهم على إتقان استعمال لغتهم العربية وتذوق جمالها وإبداعاتها.
إن ما يتضمنه هذا الموقع ، لا يمثل إلا جزءا من كتاباتي على امتداد ستين سنة ، جمعت فيه ما يمكن أن يكون مناسبا للعرض على شاشة "الإنترنت" إذ كتاباتي في البرامج الإذاعية – وهي كثيرة جدا – تحتاج إلى إعادة نظر من حيث طريقة التقديم وأسلوب العرض ، وهي عملية تستغرق وقتا ، وسأقوم بتعديل ما أستطيع تعديله منها لأقدمه في الموقع أولا بأول ، على حسب ما تسمح به صحتي.
وإذ أعرض على الجمهور الكريم نماذج من نتاج فكري وحصاد قلمي وومضات من خلجات نفسي وعينات من بضاعتي ، لا أبرئ نفسي من أن أكون قد وقعت في خطإ أو سهو أو نسيان أو زلة قلم أو شرود ذهن ، أو داخل عملي خلل أو نقص أو عيب ، وهو ما لا يخلو منه كاتب ولا عمل بشري. وإني لأرجو صادقا من كل من وجد شيئا من ذلك أن يبادر بتصحيح الخطإ ، وتدارك السهو والنسيان ، وإصلاح الزلل ، وسد الخلل ، واستكمال النقص ، وإزالة العيب ، وله مني الثناء العطر ، وأدعو الله أن يجزيه عن صنيعه أحسن الجزاء.
ولا يفوتني في هذه المناسبة الطيبة أن أتوجه بالامتنان والتقدير والشكر الجزيل إلى من كان سببا في إخراج هذا الموقع إلى حيز الوجود ، وأعني المسؤولين عن مؤسسة التناصح ، داعيا الله أن يثقل بهذا العمل موازينهم ، ويكتبه في سجل صالحاتهم ، وأن يوفقهم لتحقيق رسالة الإعلام الهادف الواعي الذي يصلح ولا يفسد ، ويصدق ولا يكذب ، ويبني ولا يهدم ، ويجمع ولا يفرق ، ويعدل ولا يظلم ، ويخلص ولا ينافق ، ويصارح ولا يهادن ، وينحاز للحق والاستقامة والفضيلة ، ويقاوم الباطل والاعوجاج والرذيلة.
أسأل الله العلي القدير أن يتقبل مني هذا العمل ، ويرضى به عني ، ويجعله خالصا لوجهه الكريم . وألتمس من كل من يتردد على هذا الموقع ويتعامل معه ، أن يدعو لي بظهر الغيب دعوة صالحة أن يغفر الله ذنوبي ، ويقيل عثراتي ، ويسامحني فيما أسرفت فيه على نفسي وما اقترفت من سيئاتي . وهو حسبي ونعم الوكيل.
وصلى الله وسلم وبارك على من أرجو شفاعته يوم يدعى كل أناس بإمامهم ، وعلى آله وصحبه وعلينا معهم بفضلك وكرمك يا أكرم الأكرمين.